لماذا نتعبقر في اللا متعبقر ولا نتعبقر في المتعبقر ؟

حول الموائد نتفلسف

نرتشف الشاي ونتحدث

في الطرقات وفي الأزقة نفسر

على المقاهي وأيضاً موائد القمار نناقش مستقبل الوطن

أحاديث وتفاسير وفلسفات لا تنتهي , ولكن بعد أن حدث الحدث

بعد أن نفذ الأمر وحدث ما حدث , نبدأ في التعبقر والشرح والتفسير

ولم نعرف أبداً طريقنا للوقاية

" أمريكا في العراق من أجل البترول "

" لا .. إنها حرب صليبية "

" بل.. هو الشرق الأوسط الجديد "

" أمريكا تستهدف ديننا "

" حزب الله هو الأمل "

" بل نجحت أمريكا في القضاء على معظم النظم الوطنية
وارتمى الباقي منها في أحضان العمالة لتمهد أمريكا الطريق
للحكومات الدينية الغارقة في التخلف "

وهكذا إخوتي وعلى نفس الشاكلة نمضي بكل ما تهيأ لنا من عبقرية ,
نفسر و نتفلسف ونتحدث ونتعبقر

وكل ذلك فقط في تفسير ما حدث

أما ما سوف يحدث !

فليس هناك من لا يتخيله

وليس هناك من يتعبقر ويفسر لنا ما سوف يحدث

فقط نتعبقر في اللامتعبقر

ليزهو كل منا بنفسه على الآخر

هذا رغم أن ما سوف يحدث ليس من قبيل الغيب وضرب الودع

بل هو مخطط ومعد ومنظم سلفاً منذ أمد , وفي أحايين كثيرة قد يعلن عنه

وكثير ما ثارت شعوبهم لبعض الأهوال التي تحاك لنا ,
بينما نحن غارقون في النوم في العسل

فنحن دائماً وأبداً لا نعلم ولا نقرأ ولا نتعلم

ننتظر وننتظر لنتعبقر , ليكون أحدنا أفضل من أحدنا

دائماً وأبداً لا نكون فعل , ونبقى دائماً في رحاب الاستمتاع برد الفعل

ألا ترون معي أنها أحد كوارثنا العظام !

فنحن لا نتحدث إلا لغة قديمة

انتبهوا فيما سوف يحدث , وتعبقروا في تفسير ما هو قادم

إنها البداية الأولى للمقاومة .. إنها البداية الأولى للمقاومة

وما عدا ذلك سوف نظل ننتحب تقتيل أطفالنا واغتصاب نساءنا وذل رجالنا

إن حدود الأمة العربية القائمة الآن ما هي إلا حدوداً بترولية مع الأخذ في
الاعتبار بعض اعتبارات الطائفية والعرقية

هذا وسوف تقسم الأمة العربية تقسيماً بترولياً جديداً , أحياناً بالقوة ,
وفي معظم الأحيان بالعمالة

ابحثوا عن خريطة الشركات البترولية وشركات الطاقة الجديدة
لتتبينوا خريطة العالم العربي الجديدة

إن بذوغ نجم جديد للشركات العملاقة للبحث عن البترول والطاقة
لابد وأن يستتبعه بالضرورة شرق أوسط جديد بل وعالم جديد

ووسائلهم في ذلك كثيرة ومتعددة كأكاذيب مناصرة الأقليات ومحاربة
الإرهاب ,
ونشر الديمقراطيات الزائفة

ويبنون استراتيجيتهم الجديدة على :


إقامة دولة كردية بعد تفتيت العراق وعلى أنقاض هزيمة بغداد
بعد استقطاع جزءاً من إيران

إقامة دولة شيعية عربية تستكمل أجزاؤها بما يستقطع من
أطراف العراق والسعودية وإيران

السودان اقتربت من التقسيم أو تكاد تكون قد أوشكت عليه حيث
تمتلك السودان موارد هائلة تؤهلها لتصبح دولة كبرى

مصر تقترب بخطى بطيئة من التقسيم بإنشاء دولة لأبناء النوبة
تفصل مصر عن السودان , ولا يعرقل سير سرعة هذه الخطة
غير سماحة أهل مصر التاريخية

إقامة دولة سنية تستقطع جزءاً من العراق والآخر من سوريا

أقامة دولة دينية تشبه الفاتيكان مكونة من مكة والمدينة

ضم الضفة الغربية إلى الأردن على أن تضم إليهما جزء مجاور
من الجزيرة العربية لتكون مسكناً لأبناء الأردن وفلسطين

اقتطاع جزء من جنوب السعودية ( هائلة المساحة ) يتم ضمه
إلى اليمن في الجنوب

في القسم المتبقي من المملكة حول نجد تتشكل دولة سياسية

عزل دول المغرب العربي ومحاولة ربطها بأوروبا بعلاقات خاصة

وهناك بعض النوايا بخصوص أفغانستان وباكستان والإمارات العربية

والفكرة كلها قائمة على تحويل الدول العربية إلى مجرد منتدى فكري
وكيانات منفصلة أشبه بكياناتها العثمانية القديمة

كل هذا سيحدث قريباً جداً وأمام أعيننا وعلى مشهد من أبنائنا المنهكين
المقهورين المتناحرين وأحياناً المأجورين

إن ما نكتبه هنا أيها الإخوة منشور و معروف ومعلن بينما نظل غائبون
مغيبون نلعن صباح كل يوم السيد بوش بينما هو ماض في طريقه
التي ترسمه له الرأسمالية الجديدة رغم كل ابتساماته التي تبدو
وكأنها هيستيرية كما لو كانت تصدر من شخص أبله

ومن هذا التقسيم أيها الإخوة يتبين لنا لماذا تزكي أمريكا روح الفرقة
والطائفية الدينية وتختلق صراعاً بيننا وبينها ثم تسارع بأسلمة
هذا الصراع لتقوم تلك الكيانات وتؤسس على اختلافات مذهبية
لا تسمح أبداً في ما هو قادم على التئام الجرح لتضمن سلامة التقسيم
الذي يضمن بدوره سلامة تدفق البترول والطاقة

وهنيئاً لكم يا عرب السلام

ويستمر تدفق البترول