منتــــدى نهــــــر الحـــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عليكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِياكُمْ وَالفُرْقَة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

عليكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِياكُمْ وَالفُرْقَة Empty عليكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِياكُمْ وَالفُرْقَة

مُساهمة من طرف ابو حفص الأحد نوفمبر 11, 2007 1:28 am

إن الحمدَ للهِ نحمَدُهُ سُبحانَه وتَعالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُه، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّـئَاتِ أَعْمَالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومن يُضلِلْ فلا هَادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ولا مثيلَ له ولا ضِدَّ ولا نِدَّ له، أيَّنَ الأَيْنَ وَلا أَيْنَ وَلا مَكانَ وَلا جِهَةَ لَهُ، وَكَيَّفَ الكَيْفَ فَلا كَيْفَ وَلا شَكْلَ وَلا صورةَ وَلا أَعْضَاءَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنَا وقائِدَنا وقُرَّةَ أعيُنِنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ وَصَفِيُّهُ وحبيبُهُ، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رحمةً للعالَمِينَ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، فَبَلَّغَ الرسالةَ وأَدَّى الأَمانَةَ وَنَصَحَ الأمّةَ، فجزاكَ اللهُ عنا يا سَيِدي يا رسولَ اللهِ خيرَ ما جزى نبيًا مِنْ أنبيائِهِ.
اللهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ صلاةً تَقْضِي بِهَا حَاجَاتِنا، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ صلاةً تُفَرِّجُ بِهَا كُرُباتِنا، اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلاةً تكفِينَا بِها مَا نَتَخَوَّفُ وَسَلِّمْ عليهِ وَعَلى إخوانِه النَّبِيِّيـنَ وَالْمُرْسَلِينَ سَلامًا كَثيرًا.
أما بعدُ، أيُّها الأحِبَّةُ المسلمُونَ أُوصِي نفسي وإيَّاكم بتقوى اللهِ العظيمِ. يقولُ اللهُ تعالى في القُرءانِ الكريمِ يَمْدَحُ المهاجرينَ والأنصار: ﴿والسَّابِقَونَ الأولُونَ مِنَ المهاجرينَ والأنصارِ والَّذِينَ اتَّبعوهُم بِإِحسانٍ رضِيَ اللهُ عنهُمْ وَرَضُوا عَنْه وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنهارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾ سورة التوبة/100. وروى الترمِذيُّ بإسنادِه إلى سُلَيْمَانَ بنِ يَسَار عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ أنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثم الذِينَ يَلُونَهم ثُمَّ الذِينَ يلونَهُم ثُمَّ يَفْشُو الكَذِبُ يَشْهَدُ أَحَدُهُمْ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ وَيَنْذُرُونَ ولا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَن".
هَؤُلاءِ المهاجِرونَ والأنصارُ الذينَ أثْنَى اللهُ عليهم في القُرْءَانِ الكريمِ هُمْ أَغْلَبُ صحابةِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم وذلِكَ لأنَّ المُهَاجِرِينَ هم الذين هاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إلى المدينةِ قبلَ الفَتْحِ فِرَارًا بدينِهم وأما الأنصارُ فهمُ الذينَ يلُونَهُم في الفَضْلِ همُ الذينَ ءَاوَوْا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المدينةِ المُنَوَّرَةِ وَنَاصَرُوهُ وأيَّدُوهُ. هَؤُلاءِ هُمُ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ الذِينَ امتدَحَهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِقَولِهِ: "لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذهبًا ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَه".
هؤلاءِ السَّابقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ همُ الذينَ نَقَلُوا الدِّينَ إلَى مَنْ بَعْدَهُم مِنَ التَّابِعينَ وَأَتْبَاعِ التَّابِعِينَ حَتَّى وَصَلَ إلَيْنَا نَقَلُوا الدِّينَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
هؤلاءِ هُمْ أَهْلُ الفَضْلِ، لا يَلْحَقُهُمْ في الفَضْلِ مَنْ بَعْدَهُمْ مَهْمَا اجْتَهَدَ في العِبَادَةِ مَهْمَا اجْتَهَدََ فِي الطَّاعَةِ. هَؤُلاءِ الذِينَ نَقَلُوا العَقِيدَةَ الحَقَّةَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِيهِمْ سَيِّدُنا عَلِيٌّ رضيَ اللهُ عنهُ الذِي قَالَ: "مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَهَنَا مَحْدُودٌ فَقَدْ جَهِلَ الخَالِقَ المعبوُد"، سَيِّدُنا علِيٌّ الذِي كانَ رَاضِيًا عَنِ الخُلَفَاءِ الثَّلاثَةِ قَبْلَهُ ومُحِبًّا لهم مَحَبَّةً خَالِصَةً كانَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وزَوَّجَ ابْنَتَهُ عُمُرَ الفَارُوقَ، عَلِيٌّ الذِي سَمَّى بَعْضَ أَولادِه عُمَرَ وَبَعْضَ أَوْلادِهِ عُثْمَانَ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مَا كَانَ مُبْغِضًا لِهَؤلاءِ الأَخْيَارِ.
وأمّا الذِينَ اتَّبعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ سَواءٌ كانُوا مِنْ ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أو كانُوا مِنْ غَيْرِ ذُرِّيَّةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ ثَبَتُوا على العقِيدةِ الحَقَّةِ هؤلاءِ الذينَ اتَّبعُوهُم بإحسانٍ لا يُشتَرَطُ ان يكونُوُا مِنْ أَهْلِ القُرونِ الثَّلاثَةِ الأُولَى بل لا يزالونَ إلى يومِنا هذا، أهلُ العقيدةِ الحَقَّةِ، الثابتونَ على ما كانَ عليهِ الصحابةُ مِمَّا سَمِعُوهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فالسَّلَفُ الصالِحُ يشملُ أَهْلَ القرونِ الثلاثةِ الأولى، يشملُ الصحابةَ رضيَ اللهُ عنهم ومن بعدَهم ممن كانَ ضمنَ القرونِ الثلاثةِ الأولى، هؤلاءِ عقيدتُهم تنْزِيهُ اللهِ تعالَى عن مُشابَهةِ المخلوقينَ. لذلكَ قالَ الإمامُ جعفر الصادقُ رضيَ اللهُ عنه: "مَنْ زَعَمَ أنَّ اللهَ في شَىْءٍ أَوْ عَلَى شَىْءٍ أَوْ مِنْ شَىْءٍ فَقَدْ أَشْرَكَ. إِذْ لَوْ كَانَ فِي شَىْءٍ لكانَ مَحْصُورًا وَلَوْ كَانَ عَلَى شَىْءٍ لكَانَ مَحْمُولاً ولو كانَ مِنْ شَىْءٍ لكانَ مُحْدَثًا مَخْلُوقًا". جَعفَر الصادقُ الذي كانَ يَعْتَزُّ بِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ حَيْثُ قالَ: "وَلَدَنِي أَبُو بَكْرٍ مَرَّتَيْنِ" حَيثُ إنَّ أُمَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ أبِي بَكْرٍ وَجَدَّتُهُ كَذلِكَ. هَؤُلاءِ الصَّحَابةُ الكِرَامُ والتَّابعونَ لهم بإِحسانٍ هؤلاءِ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ والتابِعونَ لهم بإحسانٍ هؤلاءِ المهاجِرُونَ والأَنْصَارُ والتابعونَ لهم بإحسان، عَقِيدتُهم واحِدَةٌ لا إله الا اللهُ، لا معبودَ بحقٍّ إلاَّ اللهُ هو الْمُسْتَغْنِي عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ، لا يَحْتَاجُ إِلى غيرِهِ وَكُلُّ شَىْءٍ غَيْر اللهِ بِحَاجَةٍ إلى اللهِ تبارك وتعالى. فهنيئًا لِمَنْ شَملَهُ قولُ اللهِ تعالى: ﴿والذِينَ اتَّبعُوهُم بإحسانٍ رضيَ اللهُ عنهم ورَضُوا عنه﴾ والحديثُ الذي رواهُ الترمذيُّ عن سُليمانَ بْنِ يسار عن عمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم والذي فيهِ: "أُوصِيكُم بأَصْحابِي ثم الذينَ يَلونَهم ثم الذين يلونَهم" هؤلاءِ أهلُ القُرونِ الثَّلاثةِ الأُولى.

ابو حفص

ذكر عدد الرسائل : 19
تاريخ التسجيل : 08/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عليكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِياكُمْ وَالفُرْقَة Empty رد: عليكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِياكُمْ وَالفُرْقَة

مُساهمة من طرف نهر الحب الأحد نوفمبر 11, 2007 6:05 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل ابو حفص جزاك الله خيرا
علىطرحك هداوجعلهفي ميزان حسناتك
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تهب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك.
اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك.
اللهم إنا نسألك اللسنة تلهج بذكرك.
اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين.
والحمد لله رب العالمين.

نهر الحب

انثى عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 11/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى